36 طريقة صوفية تحتفل بالمولد النبوي الشريف بأسوان وتعيد «دورتها» بعد انقطاع 6 سنوات.. صور

يعتبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بأسوان، من أشهر الاحتفالات وأقدمها في مصر، إذ يعود تاريخها لأكثر من 100 عام، حيث تقام شوادر بيع الحلوى المعروفة بجوار سرادقات الطرق الصوفية، كما جرت العادة في الماضي ومع مرور الزمن اختفت هذه العادة تدريجيا، كما أن موقع الاحتفال تغير بتغير الزمان، وكان في البداية مقر الاحتفال بمولد النبي يقام بمنطقة البركة وسط مدينة أسوان، والذي تحول منه إلى منطقة القطبي ومنه إلى منطقة منشية النوبة، ثم سوق الخميس وحديقة السلام، ومنطقة الطابية، حتى استقر مؤخرا بمنطقة أرض المعارض بطريق المسلة بالقرب من الجبانة الفاطمية الشهيرة.

يقول الشيخ محمد عبد العزيز وكيل مشيخة الطرق الصوفية بأسوان، إن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي، لم تختلف كثيرا بأسوان على مر العصور، بل إن الأسر والعائلات الأسوانية حافظت على تلك العادات، والتي تتخذ موقع الاحتفالات بسرادقات الطرق الصوفية مكان لها أو التي تمتد إلى أسبوع كامل لسماع حفلات الإنشاد الديني والذكر والابتهالات الدينية بذكرى ميلاد الحبيب المصطفى، وتقدم بهذه السرادقات أجود أنواع الأطعمة والشراب للزائرين وضيوف المحافظة، فهي عادة قديمة توارثها الأبناء، كما يحرص البعض على إعداد وتجهيز شوادر لبيع الحلوى البلدية التي كانت تصنع عن طريق متخصصين وذلك بداية من بزوغ هلال شهر ربيع الأول، وكان غالبية هذه الشوادر مملوكة للأعيان الذين يحرصون في الليلة الختامية ليلة الثاني عشر من ربيع علي إهداء ما يتبقى للأهل والأحباب والأصدقاء تجسيدا للتكافل الاجتماعي وصلة الرحم.

وتابع الشيخ خالد أحمد أحد كبار أقطاب الطريقة المرغنية بأسوان، قائلا: أكثر من 36 طريقة صوفية بأسوان، تحرص كل عام على تخصيص موقع ثابت لها بموقع الاحتفال السنوي المخصص للطرق الصوفية بأرض المعارض بمدينة أسوان، لاستقبال المحتفلين بالمولد النبوي الشريف، حيث تقدم لهم أشهى أنواع الأطعمة والمشروبات أملا في الاجر والثواب، كما يتم تنظيم ما يطلق عليه "الدورة الصوفية" التي تجوب الشوارع والتي تبدأ عقب صلاة عصر ليلة الحادي عشر من شهر ربيع الأول، بتجمع أبناء الطرق الصوفية في مسيرة صوفية، كانت تنطلق في الماضي من أمام منزل شيخ الطرق الصوفية الراحل الحاج أمين سعد الدين، بشارع أبطال التحرير لتمر في شوارع المدينة حتى نهايتها بمنطقة السرادقات الصوفية بأرض المعارض، وأنه تم تحديد هذا العام مسار انطلاق الدورة الصوفية لتمر من أمام مقام القطب الصوفي الشيخ العناني بمنطقة الحدادين وسط مدينة أسوان مرورا بمناطق وسط المدينة حتى نهايتها، بمنطقة أرض المعارض، وسط زغاريد وفرحة آلاف الأسر والعائلات خاصة من الأطفال والنساء، في حين تتجه كل طريقة صوفية عقب وصولها إلى السرادق الخاص بها لاستقبال المهنئين والمحتفلين، لإقامة حفلات الانشاد الديني والذكر بحضور نخبة من كبار المنشدين من أشهرهم الشيخ ياسين التهامي والشيخ أمين الدشناوي وغيرهما.

وأضاف أن "الدورة الصوفية" عادة إلى المشهد مجددا بعد توقف دام لـ6 سنوات، وكانت في الماضي يشارك فيها ممثلون عن جميع طوائف الشعب والعمال والحرفيين ورجال الشرطة وفرق الخيالة والموسيقى وطلبة المدارس والطرق الصوفية، ولكن مع تغير الزمن اقتصرت فقط علي أبناء الطرق الصوفية.

ومن العادات الجديدة والتي يحرص عليها أبناء أسوان خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هي زيارة مقابر موتاهم، خاصة بالجبانة الفاطمية الشهيرة وجبانة أسوان القديمة أمام المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، كما يحرص أبناء الطرق الصوفية على التواجد بالقرب من أضرحة ومقامات الأولياء وخاصة مقامات السيدة زينب والعارف بالله إبراهيم الدسوقي والسيد البدوي المتواجدة في محيط الجبانة الفاطمية، حيث يجد أبناء الطرق الصوفية من وجهة نظرهم هذه الأيام فرصة للطاعة والتقرب إلى الله حسب منهجهم الصوفي في الاحتفال والذي يعود لنشأة الصوفية في مصر مع بداية الحكم الفاطمي.